كنت اجلس في غرفتي بكل صمت وهدوء .. أحاول تمالك نفسي ..
أمسكتُ بالمرآة .. وحدقتُ بنفسي مطوّلا .. ثم غصتُ في أعماقي ..!!
^
^
^
وقفتُ بهدوء قبالة "نفسي" و "نفسي" .. نظرت إليهما بصمت .. "إنهما تشبهانني .. لكن الإختلافات بسيطة جدا .. هذا لأنهما "أنا" سابقا .. و "أنا" حاليـًّا" !! "
نظرتُ إلى "نفسي السابقة" عندما بدأت بالتحدث :
لماذا لا تعودين إليّ !؟ .. لقد كنتُ "أنتِ" سابقـًا ! .. فلا ضرر عدتي إلي !!
أغمضتُ عينيّ ببطء مفكّرة ثم اجبتها بنبرة هادئة :
أخـــاف مـنــــكِ … .
فتحدثت "نفسي الحالية" لأنظر إليها هي الأخرى :
عليكِ أن تبقي كما أنتِ .. أنا الأنسب لكِ .. أنا هي "أنتِ" حاليــًّا .. أبقي على حالك !!
أعدتُ نظري إلى الأرض و أجبتها بهدوء وشرود :
أكـــــرهـــــكِ .. .
نظرت "نفسي السابقة" إلى "الحالية" وقالت :
لقد كانت جيّدة معي ! .. هنالك أشخاص يقولون بأنها أفضل إن عادت كما كانت !!
همستُ بصوت غير مسموع و بنبرة ألم :
توقفي ..!
لكن "نفسي الحالية" قد أجابتها :
لكنها الآن أفضل بكل تأكيد .. فنسبة الأشخاص الذين يقولون انها الآن أفضل هم الأكثر !!
أمسكتُ رأسي بألم و أغمضتُ عيناي بضيق وتمنيت لو توقفان حديثهما .. لكنهما اكملتا صراعهما الحاد بقول "نفسي السابقة" :
كانت لديها صفات غير موجودة بها حاليا .. لقد كانت كما تريد هي تماما .. و ..
قاطعتها بنبرة أشبه بالصراخ :
لكنني أخاف منكِ ! .. لا أستطيع التحكم بكِ من داخلي !! .. أنتِ فقط تفعلين عكس ما أريد رغم كذبي عليكِ !!
فتحدثت "نفسي الحالية" :
أرأيت ؟؟ لهذا يجب عليها أن تبقى كما هي ! .. لا يجب عليها تكرار الماضي المليء بلحظات الألم !!
حدثتها هي الأخرى بنبرة مهتزة تحمل كل معاني الألم و التعذب :
أكرهكِ أنتِ !! .. أنتِ تريدين مني الصمت !! تريدين مني العودة كما كنت قبل عدة سنوات مضت .. لهذا أكرهكِ بشدة !!
v
v
v
جثيتُ على ركبتي وأسندتُ رأسي بالجدار و دموعي تتساقط بغزارة .. حاولتُ إيقاف هذا الصراع الذي لا ينتهي عدة مرات .. لكنه لا ينتهي !!
فالصراع سيستمر .. و الألم سيعذبني .. و ذاتي تأبى التحديد والاختيار !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق