25 يونيو 2011

مَحَطَّة توقُّف.. وَبنـْـزِين.. مُمتـَآز!!





جَميعُنا نمتَلِكُ محطَّات توَقُّفٍ فِي حَيَاتِنا وَفِي دَاخِلنا.. نَتوقفُ عِندَها عِندَ حَاجتنَا لِـ نأخُذ رَاحَتنَا أو نَقُوم بِـ "شَحن" أنفُسِنَا بِالحُمولة.. أو لِـ "نَتملِئ" بِـ البــَـنــزِيــن!!
عِندَمَا تَوقفتُ ذاتَ يومٍ فِي اِحدَى المَحطَّاتِ ، وَصَادف أن كنتُ "مُدرِكَةً" لِتوقُّفي وَلِما سَأقُوم بِه (دُونَ فِعلِه بِشكلٍ لآ إرَادِي هَذِه المرَّة)..
 فـَ نَظرتُ إلى مَركز التسوُّق الَّذي يُشبه بقيَّة المرَاكِز فِي وَاقِعِنا.. وَنَظرتُ بَعدهَا إلى الوَاقِفة بِجانب العَمود وَتَنظر إلى مَركز تَعبِئة "البنزين" المُختلِف عَن المَوجُود فِي وَاقعنَا!
أخذتُ نَفسِي بينَمَا أنظُر إلى المَكان بِصُورة جليَّة.. فـَ توَجَّهتُ بَعدَها نَحوَ المَركز بِما أنَّه الأقرَب.. 
.
فتحتُ البَابَ لأدخُلَ بِهُدوءٍ.. لأسمَعَ بَعدهَا صَوتًا يَقُول: أوه، هَذا نَادِر!
اِلتفتُّ اِلى الوَاقِفة عِندَ الحِسَاب وقُلتُ: عَفوًا؟
رَسَمَت اِبتِسَامة هَادِئة وأجَابتنِي: مِن النـَّادِر أن يَأتِي أشخَاصٌ مُدرِكُون اِلى هُنَا.. فَفِي الغالِب يأتِي الشَّخص عِندَما يَفقِدُون قُدرَتَهُم عَلى التَّحمُّل خِلال اليَومِ.. أو عِندَما يَرغَبُون بِالرَّاحَة فِي عَالم آخر..
أردفَت عِندَما وَضعَت مَا بِيدِها جَانِبًا: على كُلٍّ ، يَبدُو أنَّكِ أتَيتِ لأوَّل مرَّةٍ إلى هُنا.
اِلتفتُّ بَعدَهَا لِأرَى ما الَّذِي يَبِيعُه هَذا المَكَـان.. واستَغربتُ عِندَما رَأيتُ الرُّفوفَ مَلِيئة بِـ صَنادِيق صَغِيرة مُربَّعةٍ مُرتَّبةٍ حَسبَ ألوَانِها..
فـَ قُلتُ مُتسَائلة: مَا هذا؟
فَـ أجَابَتنِي: إنَّها مَا نَبِيعُه فِي محطَّاتِ التَّوقُّفِ.. مُجَرَّد صَنادِيق تَحتَوِي عَلى المُرَاد!
رَمشتُ بِعينِيَّ عِدة مرَّاتٍ وقُلت: الـمُــرَاد..؟!
أومَأت بِـرأسِهَا وقَالَت:  مَا يَحتَاجُه الشَّخص.. وَلَم يَجدهُ فِي الوَاقِـع.
اِقتربَت مِن اَحَد الصَّنـادِيق وَاردَفت: رَغبَات.. مَشَـاعِر.. مَفقُودَات.. اُمنيَات.. كلَّ مَا يَرغبُ به الشَّخص.. مَوجُود فِي هَذِه الصَّنادِيق.
ثمَّ نظرَت اليَّ وقَالت: أليسَ هُنالِك مَا ترغبِين بِه؟
بقيتُ صَامِتة لِـ ثوَانٍ ثمَّ اَجَبتهَا: بِالتَّأكِيد!
اَخَذَت اَحَد الصَّنادِيق وَاَمسكَت بِيدي لِتضعَهُ فِيهَا قَائِلة: حدِّدِي رَغبَتِك فَـ حَسب.
اَغمضتُ عَينِي وَدخلتُ اِلى مُحِيط اَفكَارِي لأفقِد بَعدَهَا اِحسَاسِي بِمَا حَولي.. 
مَرَّت دَقائِق شعرتُ بِأنهَا ثوانٍ قصِيرَة فتحتُ عَينَي بَعدهَا وأقول: هَذا رَائع!
كَانت لآ تَزال وَاقِفة اَمامِي بصمتٍ فسألتها: هَل هَذا حَقِيقي؟!
اِبتسمَت بِهُدوءٍ وَقالَت: رُبَّمَـا.
ثمَّ نَظرت اِلى سَاعتهَا وَقَالت: لَقد اِستغرَقتِ سَبع دَقائِق.. هَذا وقتٌ قصِير حقًّا!
فَـ نظرتُ اِلى الصُّندُوقِ مُجدَّدًا وتسَاءَلت: وَلكِن.. كَيف يكُون الدَّفع هَنا!؟
عَادَت اِلى مَوقعهَا واَجَابَت: فَقط وَعدٌ مِنكِ بِـ اَن تستفِيقِي بِـ اِبتِسَامَة وَاَملٌ جَديد!
اِبتسمتُ بِـعَفويَّة ثمَّ اِلتفتُ لأغادِر بَعدمَا شكرتُهَا.. وَمَا إن خرجتُ حتَّى نظرتُ اِلى محطَّة تعبئَة البنزِين!
.
سِرتُ بِـخطوَاتِي نحوهَا بَينمَا لَم تُعِرنِي اَدنى اَهمِّـيَّة.. وَكنتُ لَحظتهَا اُفكِّر بِالهَدف مِن شكل المَحطَّة الغرِيب..
فَوِحدَات التَّعبئة مُختلِفة عَن المَوجُودَة في عَالمنا..
فِـ هُنا.. كُلُّ مَا أَرَاه هُوَ كُرَات و وَمِيض!
ما إِن وَصلتُ اِلَيهَا حَتَّى قَالت: مَا النَّوع؟
نظرتُ اِليهَا لِفترَة بِإستِغرَاب.. فالتفتَت إِليَّ وَقالَت بِـ تفَاجُؤ: شخصٌ مُدرِك! هَذا نَادِر حَقًّا!
رَسمَت اِبتسَامَتهَا عَلى وَجهِهَا وقالت: عُذرًا لَم ألحَظ ذلِك مُبكِّرًا.
هززتُ رأسِي نفيًا وَقُلت: لآ دَاعِي لِهذَا اَبدًا.
قَالَت لِي بَعدَ هَذا: اَعتقِد بِأنَّكِ لا تعرفِين شيئًا عمَّا أفعَله صَحيح؟
أومَأتُ بِرأسِي صَامِتَة فأتبعَت: مُهمَّتي تقتصِر عَلى أَن اُحَدِّد وَضعكُم وَرَغبتكُم الَّتِي تريدُونهَا لِـتستَيقِظون عَليها.. فإن أردتِ بنزِين مُمتاز.. فَـ أنتِ ترغبِيت بِالاستِيقَاظ بِأملٍ وَثِقة كبيرة.. لَكِن اِذَا رغبتِ بِالعكس.. سَتستَيقظِين بِرغبة فِي عَدم الاِستيقَاظ!
ثمَّ رفعَت نظرَها اِليَّ وَقَالت: أعتقِد بِأنَّكِ تُرِيدِن مَعرفَة طرِيقة التعبِئة..؟
أجبتُهَا بِهدُوء: لآ دَاعِي.. اظنُّ بِأننِي قَد علِمت..
ثمَّ اِلتفتُّ إِلى الطَّريق الطَّويل أمَامِي وقلت: سَيكُون اِختيَارِي بِالتَّأكِيد هُوَ البنزين المُمتَاز.. لأننِي أريد بدء حَيَاة جدِيدَة كلَّ يَوم!
اِرتسمَت اِبتِسَامَة هادِئة عَلى وجهِها وقالت: انتِ.. تُحَاوِلين الهُروب مِن الظَّلام..صحِيح؟
أومأتُ بِرأسِي ثمَّ قُلت: وَما زِلت أهرُب مِنه.. صَحِيحٌ انَّنِي لَم استطِع فِعل ذلِك حتَّى الآن.. لكنَّني سَأظل أُحَاوِل.
حركتُ قدَمَاي بكلِّ ثِقَة وَقلتُ لهَا: شُكرًا لكِ.. الآن وَدَاعًــا!
.
.
كَم اَنتظِر هَذِه اللَّحظة.. الَّتِي اَتخلَّى فِيهَا عَن محطَّة التَّوقُّف.. 
وَاعِيش ايَّامِي بِثقةٍ بنفسي.. وبربي
وَقتهَا.. سَأعِيشهَا دُون اِهتمَام.. ودُون توقف!
=)

23 يونيو 2011

قطـرات المطــر


.
.
رغم هدوء ليالي الشتــــــــاء ..
إلا أنك تجد ضجيجاً داخل قلبك

أينما ذهـــــبت

عيونك لا تحكي .. سوى الحزن
تجلس وحيداً حائراً بأحزانك
محملاً بهمومك وأشجانك

في غرفتك المظلمة
لكن فجأة تسمع صوتاً رقيقاً

إنها قطرات المطر تطرق نافذتك 
بهدوء و رقة



وكأنها تهمس في أذنك .. بصوت خافت

تفاءل 
ما زالت الحياة مستمرة
وما زال الأمل موجوداً
ما زالت تلك القطرات تنهمر
وتطرق نافذتك بلطف 
فتذهب لتتأملها عن قرب
وتقف أمام النافذة ..
تراقب جمال المطر
وترتسم الابتسامة على شفتيك ..

ستغمض عيـنيك 
وتسترجع شريط أحلامك.. بحب
ستنسى كل ما بقلبك
من نقاط سوداء عندما ترى نقاء المطر
تذكّر كل صفاتك الجميلة
تذكّر أنك كنت رائعـــاً 
وما زلت كذلك ..!

لكنك نسيت ..نفسك بين متاعبك
وتركتها ضحية لأحزانك..
ولأحقاد غيرك وظلمهم
فلا تظلم نفسك
بأن تقيدها .. بالحزن
ألا يكفيها قهر الزمن .. وعثرات القدر !!



ما زال المطر ينهمر ..
ويشتد وقع صوت تلك القطرات على نافذتك
فتصحو من أحلامك..!
وتشعر بضيف يريد دخول غرفتك
تفتح النافذة آذناً له بالدخول 
تحتويك رائحة رائعة
تغلف قلبك بالحياة 
إنها "رائحة المطر " ..
.
.
بقلم: شخص ما..~