30 ديسمبر 2010

مثلجـات .. بـ طعـم الـــدم .. تعلوها "كرزة" تمثل المجهول !!











وقفت إلى جوار صديقتها ..
 حدثتها ، كلمتها ..
 استمعت إليها ، وانصتت ...

((

كانت تجلس على الكرسي..
 واضعة يديها على الطاولة الصغيرة أمامها ..
بقيت ..
 منتظرة بصمت !!

))

شعرت بحزن صديقتها ..
 فقررت أن تجعلها تتحدث إليها ..
 فأخبرتها ان تحدثها ..
لكنها أبت الحديث ..

((

شاهدت قطرات دماء تقع على الطاولة ..
نظرت إلى نفسها ..
إنها لا تنزف ..
لكن ما السبب !؟

))

قررت ان تفعل شيئا من أجل صديقتها ..
فسببت الحزن لنفسها ..
لتجعل صديقتها سعيدة ..
فترتسم السعادة على وجهها هي أيضـًا
لكنها ..
سعادة غير مكتملة !!

((

ظهر كأس مثلجات على طاولتها ..
كان ذو لون أبيض ..
 ولم يكن يعجبها ..
فأمسكت بسكين..
جرحت نفسها ..
و جعلت قطرات الدماء تتساقط على المثلجات ..
بداية من "كرزة" ..
 حتى تساقطت على الطاولة !!

))

.
.
.
.

"العالم الغريب"
كلنا نعيش في ذلك العالم ..
إنه أعماق أفكارنا ..
كل واحد له عالمه ..
لكننا نتشارك في عدة أمور ..

..

"الكرسي"
كل واحد منا جلس على الكرسي ..
انه الكرسي ذاته ..
بالشكل ذاته ..
بالحجم ذاته ..
لكن ..
بلون مختلف !!

..

"الطاولة"
أمامنا طاولة صغيرة ..
دائرية ..
عليها فراش أبيض ..
لكن ..
الفرق هو مقدار شفافية هذا الفراش !

..

"قطرات الدماء"
لا يوجد شخص في ذلك العالم لم تتساقط على طاولته الدماء ..
كلنا تتساقط الدماء على طاولاتنا ..
تتساقط من مكان مجهول ..
لكن ..
كميتها .. تختلف !!

..

"كأس المثلجات" ..
جميعنا نمتلك هذه الكأس ..
لدينا المثلجات ذاتها ..
باللون ذاته ..
بالطعم ذاته ..
لكن ..
بكرزة مختلفة !!

..

"دمــــاؤنـــا"
لسنا كلنا سنجرح أنفسنا ..
لكن "البعض" سيفعلون هذا ..
ستختلف طريقة الجرح ..
ستختلف كمية الدماء ..
سيختلف مكان الجرح ..
لكن ..
ستتشــابه الأحاسيس عند الجرح !!

..
..
..

عالمي الوهمي ..
فيه "انا" فقط ..
فيه "مثلجات بطعم الدم"..
هي ما اتناوله ..!!
.
.
.
المكان الذي اقف فيه ..
يمثل "أفكاري" ..!!
.
.
.
الطاولة ..
تمثل "من معي "..!
وفراشها ..
يمثل "من هي بالنسبة لي" ..!!
.
.
.
الكرسي ..
يمثل "قربي منها"..!!
ولونه ..
يمثل "قربها مني" ..!!
.
.
.
قطرات الدماء ..
تمثل "احساسها" ..!
و كميتها..
تمثل "مقدار إحساسها" ..!!
.
.
.
كأس المثلجات..
تمثل "روحنا" ..!!
و الكرزة ..
تمثــل "مركز روحنــا" ..!!
.
.
.
دماؤنا ..
تمثل "جرحنا وألمنا" ..!!
و أحاسيسنا عند الجرح ..
تمثل "مكانة الشخص الذي امامنا بالنسبة لنا" ..!!

..
..
..

كأس المثلجات ونحن ..
كلنا واحد ..
لكننا أحيانا ..
 نخرج الكأس من جسدنا ..
لنجعلها منفصلة عنا ..
ونضع كأســًا مزيفة مكانها !!

فهذه هي حياتنا ..!!
مليئة بـ الكؤوس المزيفة ..
ومليئة بـ الكؤوس الحقيقية ..

فأي كأس أنت تملك !؟ .. 
و من أي نوع هي كرزتك !؟

28 ديسمبر 2010

حـــتـــى ... !؟!؟!؟



تقفُ في ذلك الوسط المريب 
دون أن يبدوَ الاستغراب أو التعجب أو الخوف من ما هي فيه ..
بقيت واقفة تحدّق بصمت لـلا شيء ..
كأنما تنتظر شيئـًا !!
لكنها سرعان ما أغمضت عينيها بألم
وهي تذرف الدموع !!

.
.
.

 ((

 تقف أمام صديقتها التي "كانت" أكثر شخص يفهمها ..
تسير إلى جوارها بابتسامة معتادة..
 لكنها تتوقف فجأة عندما تخبرها صديقتها بشيء تقول انه موجود فيها ..
 فـ توقفت عن السير و رأت صديقتها تودعها بضحكة لطيفة تثبت الصداقة ..
لكنها كانت مصدومة لدرجة جعلتها غير قادرة على الوقوف أكثر
 فجثت على ركبتيها و الدهشة تعقد لسانها ..
و تردد بصوت مهتز ::
 " حتى أنتِ ... !!!!! "

))

.
.
.


(( 

جلست مع عائلتها كالمعتاد وهي تتحدث إليهم و تضحك معهم ..
وسرعان ما تغادر ، 
 لتسمع حديثهم عنها ..
 فتتجاهل الموضوع و تعود إلى الجلوس معهم و الضحك مجددا ..
 لكنهم يتحدثون ويتكلمون بكلمات مازحة ..
تشكل طعنات قاتلة في قلبها ..
 فهدأ الجو بداخلها ..
و نظرت إلى عائلتها بألم و قالت بهمس ::

" حتى أنتم ... !!!!! "

))

.
.
.

(( 

تجلس في غرفتها منفردة مع ذاتها ..
 تكتب لها .. تحدثها .. وتطلب مساعدتها ..
 لكن ذاتها .. تأبى المساعدة ..
 فيسقط القلم من يدها ..
وتقول :: 

" حتى أنتِ ... !!!!!! " 

))

.
.
.

حتى و حتى وحتى ...
و ما أكثر الأشخاص الذي نقول لهم "حتى انتم"
لكن ظنهم .. هو ما يجعلنا نقول "حتى"
فعندما نعيش أمرًا مع أشخاص محددين .. ثم يتكرر الأمر مجددا مع أشخاص مختلفين .. 
فنقول بداخلنا " حتى أنتم "
ولهذا .. لطالما كنت من أشد المعارضين للصداقة القوية !!
لطالما كنت من المعارضين للتصرف بعفوية !!
إنها أسرع الوسائل للإحساس بهذا الشعور
وهو ليس شعورًا رائعـًا حتى نفرح به !!
لا أظن أن هنالك شخصا لم يشعر بهذا الشيء من قبل !!
 لكن هنالك أشخاصا يعيشون حياتهم معه ملازمين له !!
و هنالك أشخاصا يشعرون به بين الحين والآخر !!
و هنالك أشخاصا لا يشعرون به إلا نادرا جدا !!

.
.
فأي الأشخاص أنت ... !؟

أعذروني .. لأن لدي "كبريـــــاء" !!






أعذروني يا "بشر" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالإهانة ! .. لا أرضى بالذل ! .. لا أرضى بالحسد ! .. لا أرضى بالكره !



أعذروني يا "ناس" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالسخرية ! .. لا أرضى بالتآمر ! .. لا أرضى بالتكبر ! .. لا أرضى بالعنصرية !



أعذروني يا "من أعرفهم" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالخداع ! .. لا أرضى بالتسلط ! .. لا أرضى بالإيذاء ! .. لا أرضى بالجرح !



أعذروني يا "أهلي" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالرفض ! .. لا أرضى بالنقص ! .. لا أرضى باللامبالاة ! .. لا أرضى بالتمييز !



أعذروني يا "أصدقائي" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالكذب ! .. لا أرضى بالتظاهر ! .. لا أرضى بالجرح ! .. لا أرضى بالخيانة !



أعذريني يا "من تفهمني" لأن لدي كبرياء !!
لا أرضى بالجرح الغير مقصود !! .. لا أرضى بالخيانة المخفية !! .. لا أرضى بالطعنات الخلفية !! .. ولا أرضى بأن تسميني بـ"صديقة" بعد كل هذا !!



أعذرني "أيها القارئ" لأن لدي كبرياء !!
لكنني تربيت على هذا و خلقت بهذا الكبرياء !!


و أعذرني لأني –أغلب الأحيان- أكون عكس كبريائي !!
لكن الآخرين يجبرونني على هذا وينظرون إلى انه "تغير في شخصيتي" !!


و أعذرني لأن كبريائي كبير !!
لكن الناس يحكمون على المظاهر دون معرفة الداخل .. و ان عرفوك فسيحكمون عليك حسب ما يظنونه !!


.
.
.
.
.


..:: (( 

لا يسمى العناد كبرياءً .. 

ولا تسمى "الحساسية" كبرياءً ..

وليس كل شيء يخطئ به الآخرين عنك يسمى كبرياءً ..!!

لكن الكبرياء .. هو ما لا يمكنك أن تعطيه لغيرك .. حتى و إن قتلت ذاتك !!

الكبرياء .. هو شعورك بكل شيء من شخص لا تتوقع منه هذه الأشياء !!

الكبرياء .. هو شعور في ذاتك يخبرك بأنهم "لم ولن يفهموك" !!

ولكن الكبرياء .. يظل مجرد شيء يجعل الآخرين يخطئون الظن بك بسبب كبره !! 

)) ::..

25 ديسمبر 2010

أنـــا .. ونفسي .. ونفسي .. !!

286ddaa

كنت اجلس في غرفتي بكل صمت وهدوء .. أحاول تمالك نفسي ..
أمسكتُ بالمرآة .. وحدقتُ بنفسي مطوّلا .. ثم غصتُ في أعماقي ..!!

^

^

^

وقفتُ بهدوء قبالة "نفسي" و "نفسي" .. نظرت إليهما بصمت .. "إنهما تشبهانني .. لكن الإختلافات بسيطة جدا .. هذا لأنهما "أنا" سابقا .. و "أنا" حاليـًّا" !! "
نظرتُ إلى "نفسي السابقة" عندما بدأت بالتحدث :
لماذا لا تعودين إليّ !؟ .. لقد كنتُ "أنتِ" سابقـًا ! .. فلا ضرر عدتي إلي !!
أغمضتُ عينيّ ببطء مفكّرة ثم اجبتها بنبرة هادئة :
أخـــاف مـنــــكِ … .
فتحدثت "نفسي الحالية" لأنظر إليها هي الأخرى :
عليكِ أن تبقي كما أنتِ .. أنا الأنسب لكِ .. أنا هي "أنتِ" حاليــًّا .. أبقي على حالك !!
أعدتُ نظري إلى الأرض و أجبتها بهدوء وشرود : 
أكـــــرهـــــكِ .. .
نظرت "نفسي السابقة" إلى "الحالية" وقالت :
لقد كانت جيّدة معي ! .. هنالك أشخاص يقولون بأنها أفضل إن عادت كما كانت !!
همستُ بصوت غير مسموع و بنبرة ألم : 
توقفي ..!
لكن "نفسي الحالية" قد أجابتها :
لكنها الآن أفضل بكل تأكيد .. فنسبة الأشخاص الذين يقولون انها الآن أفضل هم الأكثر !!
أمسكتُ رأسي بألم و أغمضتُ عيناي بضيق وتمنيت لو توقفان حديثهما .. لكنهما اكملتا صراعهما الحاد بقول "نفسي السابقة" :
كانت لديها صفات غير موجودة بها حاليا .. لقد كانت كما تريد هي تماما .. و ..
قاطعتها بنبرة أشبه بالصراخ :
لكنني أخاف منكِ ! .. لا أستطيع التحكم بكِ من داخلي !! .. أنتِ فقط تفعلين عكس ما أريد رغم كذبي عليكِ !!
فتحدثت "نفسي الحالية" : 
أرأيت ؟؟ لهذا يجب عليها أن تبقى كما هي ! .. لا يجب عليها تكرار الماضي المليء بلحظات الألم !!
حدثتها هي الأخرى بنبرة مهتزة تحمل كل معاني الألم و التعذب : 
أكرهكِ أنتِ !! .. أنتِ تريدين مني الصمت !! تريدين مني العودة كما كنت قبل عدة سنوات مضت .. لهذا أكرهكِ بشدة !!

v

v

v

جثيتُ على ركبتي وأسندتُ رأسي بالجدار و دموعي تتساقط بغزارة .. حاولتُ إيقاف هذا الصراع الذي لا ينتهي عدة مرات .. لكنه لا ينتهي !!
فالصراع سيستمر .. و الألم سيعذبني .. و ذاتي تأبى التحديد والاختيار !!

24 ديسمبر 2010

إيقاعـات صاخبة .. وحــبر تخــالطـه الـقطــرات..!!

ايقاعات صاخبة


ترتجف اليد عندما تمسك بالقلم .. تتساقط قطرات مالحة عندما يوضع القلم في بداية السطر .. 
تشتد الإيقاعات في عقولنا ..وتغمض الأعين عاجزة عن فعل شيء !!
نعاني كثيرًا في حياتنا ..
نتألم ..
نُصدَم ..
نتفاجأ ..
ونكمل حياتنا ..!!
 
........................
 
تخذلنا ألسنتنا في أوقات..
يطلب منا فيها النطق ..!!
 
تخوننا نفوسنا في أوقات ..
يجب علينا الاعتماد عليها فيها ..!!
 
تأبى أجسادنا الحراك في أوقات..
يطلب منا فيها التحرك بكل ما نملك ..!!
 
تخور قوانا في أوقات..
يجب أن نستخدم كل ذرة قوة لدينا فيها ..!!
 
مع ذلك .. نكمل حياتنــا .. !!
 
....................
 
صحيح أننا نكمل حياتنا في ألم وعذاب..
بسبب ما فعلناه و ما لم نفعله ..
لكننا لن نعيد الزمن إلى الخلف..
بمجرد التفكير بالأمر و التمني ..!!
 
صحيح أننا نشعر بالألم عندما نمسك بالقلم..
و نود كتابة ما حدث ..
لكن ذلك لن يمنع النفس من عدم البوح ..!!
 
صحيح أننا نمزج الدموع مع الحبر ..
كما يُمزَج اللون الأبيض مع الأسود ..
لكننا ندرك معاني الكلمات التي كتبناها ..
مهما كان مقدار الدموع التي وقعت عليها ..!!
 
صحيح أننا نسمع العديد من الإيقاعات الصاخبة ..
و نعيشها و نداركها ..
لكن إعادة سماعها بإرادتنا لن يزيد من صخبها إلا صخبـًا ..!!
 
وتتراقص مشاعرنا مع النغمات الهادئة التي نعزفها بأنفسنا ..
و تتحرك دمعاتنا مع تحركات موج البحر ..
لكننا ندرك ..
أن كلاًّ منهما لن يستطيع مساعدتنا في شيء ..
سوى إعادة الذكرى ..!!
 
.
.
.
 
(( مهما كانت شدة الإيقاع الذي سمعناه .. مهما كانت شدة الإيقاع الذي عشناه ..
لكننا ندرك .. أن تذكره مجددا ..و كتابته على أوراق تخالطها دموعنا لن تؤثر به .. فلربما علينا ان نكتبه على جدران الزمن التي تسقط مع مروره .. مع أن بعض الجدران تبقى صامدة حتى نهاية زماننا نحن ..!! ))

22 ديسمبر 2010

هَــكَــذَا .. آلَمَتْـنِيِ الحيـــــاة ..!!



عندما أكون مخلصـًا لمن يدّعون الصداقة ، محبـًّا لهم ، مساعدًا وعونـًا ، كالصورة التي اتخيلها في صديقي الحقيقي .. لكنهم يظهرون في يوم بـأحاديث من خلفي ، وشائعات عني ، فأدرك مدى غبائي ، و أدرك أن صورة الصديق الحقيقي التي كنت أتخيلها مجرد وهم ....
" هكذا آلمتني الحيـــاة "




عندما أملأ أوراقي بـأفكاري .. اكتبها ، أرسمها ، أشكّلها ، وأخبر صديقي عنها .. لكني أستيقظ في يوم .. لأرى أوراقي كإعلانات يتداولها الناس ..
"هكذا آلمتني الحيـــــاة "




عندما أثق بذاتي .. و أتحدّث معها و أخبرها بكل ما يحصل معي دون خوف .. لكن أتفاجأ في يوم عندما أخبرتني أني مصدر إزعاج بالنسبة لها .. وأن علي التوقف عن التحدث لها .. وإلا "ستخون الثقة" ......
" هكذا آلمتني الحيــــاة "




عندما أرسم لوحة حياتي ، ألونها بألوان زاهية في محاولة جعلها خالدة ، و أمحو حدودها لأجعلها بلا نهاية .. و ارسم ابتسامتي على وجهي عند رؤيتها .. لكن أراها في يوم قد تلطخت باللون الأسود .. و تثبت لي أن سعادتي كانت زائفة ...
" هكذا آلمتني الحيـــــاة "




عندما احفظ دموعي بداخلي .. و أساعد أصدقائي ، اكون صندوق اسرارهم ، أرى دموعهم فأمسحها لهم ، أرسم الابتسامة على وجوههم .. لكني أسمع أحاديث الناس التي تثبت كم كنت غبية .....
" هكذا آلمتني الحيــــاة "




.......................



حياتنا التي نعيشها .. مليئة بالفرح ، الحزن ، الألم ، السعادة ...
نفرح كثيرًا ، و نتألم كثيرًا ، لكنها ما تزال حياتنا ..
تصيبنا صدمات مؤلمة ،  و تصلنا أخبار مفرحة .. لكنها ما تزال حياتنا ...



..............



(( مهما كثرت آلامنا .. ومهما ازدادت سعادتنا .. ستظل حياتنا كماهي .. ستظل كما كتبت لنا .. لأنها حياتنا .. التي تؤلمنا بإخفائها مستقبلنا عنا ))



17 ديسمبر 2010

يا ليتني .. ويا ليتهم .. !!

pen-writing copy
ركضتُ إلى غرفتي أحاول منع عبراتي من النزول .. دخلتُ إليها و اغلقت الباب من خلفي بقوة وجسدي ينتفض بشدة وقدماي لم تستطيعا حملي .. فحاولت الضغط عليهما قليلا و خطوتُ خطواتي بصعوبة نحو مكتبي .. وصلتُ إليه فاتخذت مكاني على الكرسي وامسكت بمذكرتي بسرعة و فتحت صفحاتها لأبدأ بتمزيقها الواحدة تلو الأخرى .. !! لكنني توقفتُ عندما مزقت عدة صفحات .. بدأت بتقليب الصفحات بسرعة حتى وصلت إلى صفحة فارغة .. فأمسكت بالقلم و أردت الكتابة .. لكن يدي كانت ترتجف وبشدة .. حاولت مرارًا وتكرارًا أن اكتب .. لكني لم أستطع !!
قررتُ أن أترك يدي تتحرك كما تشاء .. أردتُ أن يقوم القلم بالكتابة من فوره .. لكن هذا أمر مستحيل في حالتي هذه .. !!
قررتُ بعدها إستعادة هدوئي لعلي أستطيع جعل القلم يتحرك دون توقف .. أغمضتُ عيناي و أخذتُ نفسـًا عميقـًا و بقيتُ صامتة حتى استطعتُ استعادة هدوئي .. فَـ تركتُ القلم جانبـًا ، واعدتُ رأسي إلى الخلف لأحدّق بالسقف مطوّلاً في محاولة تذكّر كل الأمور التي حصلت خلال هذا اليوم ..
صحيح أني كثيرًا ما مررتُ بمواقف سيئة و أقع بمشاكل كثيرة لدرجة أني اعتدتُ عليها كـَ "روتين يومي " .. لكن ما حدث اليوم كان أكثر من أن يكون "روتينـًا" …
ارخيتُ نظراتي للصفحة الفارغة ذات اللون الرمادي الذي يتخللّه الأزرق بطريقة مرتبة .. قلبتُ الصفحة لسابقتها لأرى آخر ما كتبته ، أو بالأحرى أحداث اليوم السابق .. ثم عدتُ للصفحة الفارغة ، تأملتها قليلاً في محاولة إدراك ما سأكتبه .. لكنني أمسكتُ بالقلم .. وضعته بداية السطر .. ثم شرعتُ بالكتابة .. ::
((….
يـــا لـيـــت .. ياليت و ياليت و ياليت و ياليت ….
ياليتني لم أتحدّث ، يا ليتني لم أخبرهم عمّا يحدث ، ياليتني لم أقم بما قالوا ، ياليتني لم أعرفهم ، ياليتني لم أتغيّر ، ياليتني أعود كما كنت .. وياليتني ….
ياليتهم .. ياليتهم لم يتدخلوا في شؤوني ، ياليتهم يبتعدون عني ، ياليتهم يختفون من الوجود ، ياليتهم لم يقابلوني ..
وما أكثر "ياليت" … ولكن "ياليت" .. لم تعمر أي بيت .. !!
كم ازدادت امنياتي .. وكم كانت شديدة الأهمية بالنسبة لي ، لأنها كانت طريقتي في تعبيري و إبداء رغباتي و آرائي .. لكنها الآن مجرد أوهام ، أوهام أظهرت لي مدى غبائي ، أوهام رسمت لي منطِقـًا خاطئـًا و منظورًا غير صحيح للحياة .. كأنما أقوم بكتابة تفاصيل حياتي بنفسي و أسايرها حسب رغباتي .. لكن الأوهام تظل أوهامـًا .. ولا يمكنني تغيير هذا الأمر ، بما انني اقولها واكتبها دون نية ببذل مجهود لجعلها حقيقة .. فهي لن تكون مختلفة عن أحلام الأطفال المبنية على القصص الخيالية .. وقد أدركتُ هذا الأمر اليوم .. لكن ما حدث قد حدث …..
لن يستطيع أحدٌ تغيير هذا الأمر .. ولن يستطيع أحدٌ الرجوع للخلف لتغيير التاريخ .. لكنني أتمنى هذا !! أتمنى أن أتراجع عن كل ماقلت .. لأنني أفضل الندم على السكوت بدلاً من الندم على ما قلت .. !!!
….))
ألقيت القلم جانبـًا و قمتُ بإسناد ظهري بالكرسي .. نظرتُ إلى ما كتبتُ بشرود .. ثم سرعان ما ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهي .. اغمضتُ بعدها عيناي بهدوء .. فـ بالرغم من أني أحب الكتابة .. لكن كتابتي لكلّ الأمور التي تحدث لي لن يغيّرها أو يفعل بها شيئـًا .. فـ أغلقتُ المذكّرة .. نهضتُ من فوق الكرسي لأخرج من غرفتي بهدوء .. في محاولة التصرف كأن شيئـًا لم يكن .. و "ياليتهم" يتصرفون هكذا أيضــًا !!!

12 ديسمبر 2010

اغتيـــال الطفولة .. بأيدينا !!


لطالما اعتبرني اغلب "الأشخاص" أني طفلة !!
و كنت مجرّد "طفلة" تتمرد إلى عالم "الكبار" !!
هل فقط لأني أصغرهم بعدة أعوام !؟
لماذا دائما ينظرون إلى العمر !؟
كلنا كنا أطفالا جاهلين 
كنا نفعل و نفعل .. دون إدراك !!
كنا مجرّد أطفال بريئين !! 
أطفال قد يطيعون حديث أهاليهم .. و قد يغضبون بِـ"براءة" منه !
في النهاية كنا لا ندرك كل الامور التي تقال
ولذلك مازلنا أطفال !!
انا و هي وهو و هم .. جميعنا أطفال .. صحيح !
"طفلة" أنا !! .. أريد ما أريده .. و أتمنى ما أريده .. و أفعل ما أريده .. و أقول ما أريده ..
دون مبالاة بمشاعر الغير !!
(قول شخص ما)
فأين الطفولة في هذا إن كنت هكذا !!؟؟ إن كانت هذه هي طريقة تفكير الأطفال .. فقد اختفت الطفولة !!
أين نحن عن الماضي !؟
عندما لم يكن الطفل سوى بشريٍّ صغير لا حول له ولا قوة !! 
عندما كان تعلم دينه هو همه !!
عندما و عندما ... !!
لقد سمعنا عن اغتيال البراءة .. ولكننا الآن -نحن بأنفسنا- نغتال الطفولة !!
لقد اصبح الكبار أطفال .. و أصبح الأطفال كبار !!
أصبح أطفالنا يدركون أمورًا لم ندركها إلا متأخرًا !!
رغم أن البراءة تملؤهم !! لكنهم يخفون خلف هذا القناع وجهـًا مدركـًا لكل حرف يقال .. كمن يستطيع قراءة الأفكار و ترجمتها بأسلوب فهمه !!!
لماذا لا نترك العمر يمضي !؟
يتعلمون عندما يريدون التعلم !! ولا يوجد طفل لا يريد التعلم حتى لو كان تعلم الكلام !
وفي النهاية نبقى نحن -الأطفال الكبار- المخطئين !

.......................

...:: ( من الجميل أن نكون أطفالاً .. ولكن من السيء أن يكون أطفالنا كبارًا !! )