5 مايو 2011

الشريط المفقود.. في قصة الغيـر موجود..~!!


عندما نأتي لهذه الحياة لأول مرة.. 
ترسم لنا عقولنا شريطـًا طويلاً نهايته مجهولهـ..~
ويتكون هذا الشريط من مناظر شهدناها واحداث حضرناها
لكن..
ماذا إن كـان هذا الشــريط مفقــودًا؟!

.
.
.

عثروا ذات يومٍ على شريط.. 
كان ملقيـًّا على الأرض دون صـاحب له..
فأخذوه ووضعوه في "مربع زجاجي" ، ووضعوه في وسط المدينـة..
توافد الناس من حوله وهم مستغربون.. فكان هذا يسألك ذاك :"من الذي تعتقد أنه قد أضـاع شريطه؟"
فيجيبه الآخر :"لا أعلم.. لكن من النادر حقـًّا أن يضيع هذا الشريط".
فأتى أحد العلمـاء.. ووقف أمام الناس وقال: "ضياع هذا الشريط.. يعني أن صاحبه غير موجود.. فلتبحث كل عائلة ولتتأكد أن جميع أفرادها موجودين، والغير موجود.. سيكون صاحب الشريط."
فـ انتفض ذاك الشخص ونظر من حوله هامسـًا لنفسه: "أين هو؟!"
ثم أسرع في خطواته للبحث في أنحاء المدينة ، فكان يبحث هنا ويبحث هناك ، ينزل للأنفاق ويصعد ناطحات السحـاب..
حتى وصل إلى آخر مكان لم يبحث فيه.. البحـــر!
فالتفت يمينـًا ويسارًا وهو ينـادي بإسم ذلك الشخـص.. وسرعان ما وجده على حافة منحدر صخري..
فأسرع في ركضه وصرخ قائلاً: "ما الذي تحاول فعله؟!"
التفت ذلك الشخص وقال: "لماذا انت هنا؟ وكيف عثرت علي؟"
وصل الشاب وقال لاهثـًا: "بالتأكيد أتيت للبحث عنك! ما الذي فكرت فيه بِـ تخلّيك عن شريطك؟!"
ابتسم ذلك الشخص وأعاد نظره للبحر وقال: "لقد مللت من الأشخـاص.. مللت من الأناس الذين يريدونك ويرفضونك.. مللت من الأشخاص الذين يحبونك ولا يتقبلونك."
تقدّم خطوتين للأمام واكمل كلامه: "إنهم لا يعرفونني.. إنهم يبتعدون عني كل يوم خطوة إضافية.. إنهم.. لست مصدقـًا أنهم بشرٌ حتى!"
التفت إلى صديقه وقال له بابتسامته: "اعذرني.. لكنني أفضـل الذهـاب على البقاء بذلك الشريط الذي يذكرني بكل هذا.. فـ إنه من الأفضل.. أن اكون الغيــر موجــود."
ثم ألقى بنفسه في البحــر.
..
بعد عدة أيـام.. رُفِع الشريط جانبـًا ووُضِع في متحف تحت عنوان 
"الشريط المفقــود.. في قصة الغير موجود"!!

.
.
.

..
"المربع الزجـاجي" : هو الحـاجز الذي نبنيه حول المـاضي والحـاضر.. لنمنع به 
وصول المستقبل إليها ونكون محدودين في عالمنا هذا.
الشــريط : هو ذاكرتنـا.. أحداثنا.. قلوبنـا.. التي لا نعيش إلا بها.
الشخص المفقود : هو شخص تخلى عن شريطه لأنه ملل.. وألقى بنفسه في البحـر لكي يعود بعد فترة ويعيش حياته من نقطة الصفـر.
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق