31 ديسمبر 2011

خَيَـــآلٌ مِن خَيَـــآلـ . . "حَدِيث بَين عَقلٍ وَذَآت"



أترَون ذلِك الطَّيف المُحلِّق هَناك!؟      ..      أم أنَّ مَا أرَاه مِن نَسج خيَآلِي!؟
أترَون طَيرًا يُغرِّد فَوق السَّماء!؟      ..      أم أنَّ هَذِه صَورَة مِن سَمَائِي!؟
أترَون الأشجَار تتحَدَّث وَتستمِع بِـ إنصَات!؟      ..      أم أنَّهَا تَضحَك عَلى هَلوَسَاتِي!؟
أترَون شَخصًا يَنظُر بِـ اِستِغرَاب!؟      ..      أمَّ أنَّ المُرتسِم عَلى الأرض هُوَ كيَانِي!؟ 
أترَون مَا تُبصِره هَاتان العَينَان!؟      ..      أم أنَّهمَا تريَان مَا فِي دَاخِل عَالمِي!؟
أترَون نفسِي أين تطِير!؟      ..      أم أنَّهَا غَادرَت عوَالِمِي وَأبعَادِي!؟

..
..


أعتذِرُ لَك فَـ أنتَ عقلآً      ..      خرَجتَ مِن نطآقِ الدُّنيَا وَالحيَاةِ!
فَلستُ أرَى إلاَّ وَاقعًًا      ..      مَعدُومَ الخيَآلِ مَليءُ الخُرَافَاتِ
لَستُ أرَى إلا وَمِيضًا      ..      مِن شمسِ دُنيَا عدِيمَة الثَّبَاتِ
لآ أرَى هُنَاكَ ألوانًا      ..      إلا أصفرًا بُنيًّا بَاهِت القسَمَاتِ
لآ أرَى فِي الوَاقِع إلاَّ أرَاضِي قَاحِلةً      ..      وَلم أرَى حيًّا إلاَّ وَكَان فِي عِدَاد الاموَاتِ!

..
..

عُذرًا لكِ يَا نفسِي      ..      فَـ أنتِ قَد تركتِ عَالمكِ وَسَافرتِي!
لَم أعُد أراكِ مِن حَولِي      ..      فَقد اِختفَيت مِن أمَامِ نظَرَتِي!
تُهتِي وَضِعتِي وَفقدتكِ      ..      وَبتُّ أبكِي عَليكَ خَلفَ وِسَادَتِي!
لِمَاذَا ترَكتِ هَذا عَالمكِ      ..      ملأتِه بِـ أفكاركِ وَحياتُكِ وَحيَاتِي!؟
أَ فَقَدتِ الأمَل فِي ذَاتكِ      ..      أم أنَّ الدُّنيَا تُرِيد تَسلِيمكِ لِلمَمَاتِ؟!
مَا زِلتِ تتنفَّسِين.. تَنطُقِين.. تَنظرِين.. تَسمعِين أنِينِي وَحُزنِي لِـمُغَادرتكِ وَصَرْخاتِي!!


..
..


لَقَد كَان هَذا عَالمًا عِشتُه      ..      بَنَيتُه مِن خَيَالٍ وَمِن رَغبَاتِي!
لَقد كُنتَ مُجرَّد وَهمٍ      ..      أدرَكتُ أنَّه غَير مُمكِنٍ وَلآ بِـ كَلآمِي!
إرَادَتِي أزلتُهَا وَخيَالِي فِي حُلمٍ      ..      يَبنِي خيَالآً آخرًا رُغمَ اِستِسلآمِي!
لَيتكَ يَا عَقلِي تَستجِيب وَتتوَقَّف عَن فعلٍ      ..      يُعِيدنِي إليكَ وَأبْدَأ نَطقَ كلِمَاتِي!
فَـ الخيَالُ وَإن نسَج خيَالاً فِي نفسِهِـ      ..      مَا زَال خَيَالاً بعِيدًا عَن مرَارَة الوَاقِعِ!!
فَـ مَا فَائِدتُه إن عِشتُه وَبِـ سَعَادةٍ      ..      إن كَانَت وَهميَّة وَلآ تقرُب لِـ مَا فِي حيَاتِي؟!

..
..


توَقَّفِي عَن النَّحِيب وَالشَّكوَى وَاُنظُرِي      ..      فَـ قَد عُدتِ لِـ حَدِيثكِ الآنَ مَعَي!!
أينَ اليَأس الَّذِي ملأ حَدِيثكِ وَالَّذِي      ..      لَم يَستطِع حتَّى إبعَادَك عَنِّي؟!
أَين الدُّنيَا الَّتِي أثَّرَت فِيكِ وَالَّتِي      ..      فِي نِهَايَة المَطَافِ أعَادتكِ إلَي؟!
أترَين مَا تَنسجِينَه مِن كلِمَاتٍ وَأحرُفٍ      ..      إنَّهَا الَّتِي بَنَتْ عَالمَنا فِي دَاخِلِي!
أنَا عَقلكِ وَ أنتِ ذَاتِي      ..      خَيَالُكِ مَن أنشَأ العَالم وَأنشَأنِي!
لَيسَت الدُّنيَا الَّتِي تُسَيطِر عَلى عَالمكِ      ..      بَل أنتِ مَن ترَين فِيهَا مِن الصَّدمَات مَا يُدمِّرنِي..!
فَـ عُودِي للحيَاةِ وتأمَّلِي      ..      كلَّ مَا أنشَأَهُ الخَالِق وَحسَّنهُ خيَالكِ..!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق